القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

سلم الحياة - باب الحياة - خواطر

مصطلحات الحياة كالحياة لعبة أو سلم الحياة وما هي أبواب الحياة

خواطر عن الحياة


سلم الحياة

السلم في الحياة, يشبه أي طريق آخر فيها, فكلاهما يستخدم للوصول, من مكان ما إلى آخر, كلاهما وسيلة للعبور. كلاهما مرتبط بالاتجاهات والتوجهات. وكل ما ارتبط بالتوجه, ارتبط أيضاً بالهدف أو بالضياع. بالنجاح أو بالفشل.

عندما تقول سلم الحياة. فإن أكثر ما يخطر بالبال هو الصعود والارتقاء الاجتماعي أو المادي أو أياً كان. فيقولون صعد فلان على سلم الحياة. لكن لماذا نتجاهل أن السلم يستخدم للهبوط أيضاً, وليس فقط للصعود! لماذا هذه الفكرة, خارج الفطرة؟

الهابطون إلى الحياة
ما أن نلفظ "سلم الحياة" حتى يخطر ببالنا, الصعود, كخيار أول, لأننا نفترض, أننا هابطون اساساً. تفكير عام لا شيء شخصي فيه, أليس كذلك؟ نعم إنها برمجة, فالفطرة تقول أن الإنسان الأول. هبط من الجنة.

لذلك أي إنسان لاحق هو ايضاً (هابط) باعتبار أنه يحمل إرث والده الأول. وبالتالي فإن أي فعل -في رحلة الحياة- سيقوم به اي إنسان, هو ليس فعل. بالحقيقة هو ردة فعل على الهبوط الأول. لذلك ما إن يرتقي فلان بنظرنا (نحن الهابطون) حتى نقول أنه صعد على سلم الحياة.


لكن لنتساءل..
إذا صعد فلان على السلم, إلى أين سيصل؟ الجواب مبهم, إذا لم نعرف بماذا صعد.
ولنتساءل بالمقابل ..
إذا هبط الإنسان على السلم إلى أين سيصل.. ربما يكون الجواب أكثر وضوحاً, حيث يمكن أن تقول أن هبط إلى المكان الذي صعد منه.
هبط إلى الأرض. وربما بات في أمان أكثر. كأن تنزل على سلم الإطفائية وكم ستكون سعيداً عندما تصل للأرض, ولم تمسك النار.

إذاً فالهبوط هنا هو من أنقذك, وليس الصعود. والهبوط هنا هو العودة إلى الأصل, ربما كان هبوطاً إلى الجنة. وليس الصعود الذي نقصده, بالارتقاء, سوى ابتعاداً عنها.

بالنهاية تصح كل الأوجه, لكننا قبلنا أحدها فقط. والقصد هنا لاتصعد كهروب من الخطيئة. حتى لو الكان الهروب, هو شرارة الصعود. لكن مع الصعود ستنتهي مهمة الهروب. إن كنت تصعد فقط بجسدك ومكانتك التي يراك فيها الناس, فاعلم أنك تبتعد عن روحك, تبتعد عن مصدرك.. واعلم أن العودة حتمية. لا مفر منها.. انجو بنفسك من هبوط مريع, سيحدث في لحظة قريبة مهما ابتعدت..

لا أحد يمنعنا من الصعود من كل النواحي, مادياً واجتماعياً وروحياً.. لكننا نصعد بجزء. ونغفل بقية الأجزاء.

اصعد كاملاً.. كإنسان.. عندها سيكون الصعود, بدون هبوط, طالما أنت تصعد قريباً من جوهرك وقريباً من مصدرك. ولا تنسى, الحياة مديدة.. والموت وشيك.


أبواب الحياة

فلنترك السلم ولنذهب إلى الباب, أو إلى الأبواب.

الباب الواسع
هناك من يقول أن الحياة ممر وعلينا السير فيه, ممر بأبواب. هناك بوابتان للحياة, إحداهما واسعة, كي تتسع لكثرة الداخلين منها, كي تتسع للأغلبية.

الأغلبية الطاغية
ومن يقول بهذا الاعتقاد يقول أن الأغلبية طاغية. ويسوق مثال: من صوت لصلب السيد المسيح؟ أليسوا الأغلبية؟ ومن وضع هتلر في سدة الحكم, أليسوا الأغلبية؟ إذا خيرت الناس بين المال والجواهر وبين السلام والاستقرار.. فماذا ستختار الأغلبية برأيك؟ من سيترك الجواهر والمال ويختار السلام؟ من سيختار الخيار الأصعب.. بالتأكيد ليسوا الأغلبية.. هؤلاء هم من يدخلون الحياة من هذا الباب الواسع, المغري, وسيغريك دخولهم, للدخول معهم, إلى الفخ.

الفخ
الزحام شديد في هذا الطريق, الناس تتدافع. تندلع الحروب لأجل الحدود.. أو لأجل الرغيف. أو لأجل زيادة الإيرادات. أو للسير مع أنثى جميلة. ونساء كالعناكب, تحيك المكائد لأجل شاب وسيم. كوارث تحيط بك منذ الصباح وحتى الصباح. على كل المستويات. تختلط أنفاسك بروائح نتنة, تجعلك تكره هذا الممر, وهذه الحياة.. يال تفاهة البشر! فرغم كل هذا الزحام, سيتملكك شعور بالعزلة. فالطريق بات يضيق وعليك أن تستطيع الخروج قبل غيرك. لكن هناك من لا يريدك أن تخرج آمناً. إنها الفطرة الأولى التي خدعونا بها تحت عنوان صراع البقاء.. والبقاء للأقوى. لكن عن اي بقاء نتحدث؟ فالعودة حتمية, والفناء ينتظر الجميع.

باب الحياة الضيق
باب ضيق, والسبب قلة من يستخدمه. لذلك لا يغرينا الدخول فيه, فالداخلين فيه موسومين بالجنون. أو بالأغبياء, وبأحسن الأحوال بالمساكين. منهم رجل فقير لم يحقد على الأغنياء ويحملهم مسؤولية فقره. ومنهم رجل ثري يساعد الفقراء. حقاً إنه ثري مجنون. ومنهم رجل لم يصوت على صلب المسيح واستغرب مع نفسه, لماذا يشعر هؤلاء الأكثرية, بالخطر من إنسان جيد؟ بماذا يهددهم.

ومنهم أنا وأنتَ وأنتِ.. إذا استطعنا أن ندرك أن النعيم يجذبنا, من الباب الضيق.


النعيم
نشعر بالنعيم, عندما ندرك أن الله أكرمنا كبشر. وأنعم علينا بنعمة البصر. بمعنى؛ لدينا عيون وهي حقيقية! فلماذا نرى بعيون غيرنا؟
عندما نرى بعيوننا الحقيقية. لا نرى البداية فقط, بل نرى النهاية ايضاً. فالنهاية تحدث أمامنا في كل لحظة, لكن أغلبنا أعمى البصيرة وليس أعمى البصر.
نراهم كيف يدخلون من باب واسع ومغري, لكنه يخرجون من سم الأبرة, وما زالوا يحدثونك عن الخيار.

يقولون لك إن الخيار الأكثر صواباً, هو الأكثر صعوبة. لكن هل هذا صحيح؟

لا يهم ماذا يقولون هم. المهم ماذا تقول أنت. هم يصفوه بالصعب, كي يبرروا دخولهم بالطريق الذي اعتقدوا أنه سهل.
قد نكتشف لاحقاً, إذا قررنا الدخول من هذا الباب الضيق؟ أنه يتسع للجميع, ويزيد. هو حقاً باب ضيق, لكن لممر واسعٍ جداً..
أما ذاك الباب الكبير, فلم يكن إلا مدخلاً للجحيم.


لعبة الحياة

هناك من يقول الحياة لعبة.. في الحقيقة هذه العبارة, ليست سهلة الهضم على دماغ الإنسان الذي ينظر إلة الحياة بجدية المُحارب, ويعتبرها صراع.

مصارعوا الحياة
رجل كهذا سيكره وصفها باللعبة. لأنه يكره الألعاب والمزاح. هو من هؤلاء الذين لا وقت لديهم لمتابعة مباراة كرة قدم. ليس خوفاً من الإدمان. فهم ايضاً لا يحضرون فلماً سينمائياً. ولو استطاعوا لما ذهبوا مع أفراد عائلتهم في نزهة. 
منهم الفقير (مادياً) ومنهم الثري. فليس للمال هنا اعتبار. فهذا حجته الهروب من الفشل وذاك حجته مزيداً من النجاح.

لم يعرفوا أن عبارة, الحياة لعبة, قد تخفف من جديتهم, وتزيد أهمية الحياة, فالجدية أحياناً تقتل الأهمية. وهذا ما يفعله مصارعوا الحياة. يرفضون أنها لعبة, لأنهم منغمسون بهذه اللعبة حتى الثمالة.


المستهترون بالحياة
هم من ساقوا هذه العبارة, ورب رمية من غير رامي. هم لم يقولوها من باب الحكمة. بل قالوها من باب الفشل. فتحويل حياتنا إلى لعبة هو عجز عن إدراك معنى الحياة. والمعنى هو العيش, والعيش هو الكنه, والكُنه هو الكينونة العميقة المستقرة في جهل الإنسان. حتى لو كان عالماً!! فلا يوجد إنسان يرى جهله. كما العين؛ لا ترى نفسها, لكنها لا ترى إلا مافي نفسها. وكيف يمكن لها أن ترى شيئاً لا تراه؟ وكيف يمكن للإنسان أن يعرف ما هي الحياة إذا لم يعرف نفسه! ألم يقلها الحكماء؟

اعرف نفسك ثم فكر ببقية الأشياء. الحياة لا توصف, الحياة تُعاش, لكن أكثرنا واهمون. وأكثرنا غادرها, دون أن يعرف أين كان! وربما -كالأحياء- يتساءل بعض الأموات: أين كنا.. قبل أن نموت؟


والسلام

مدونة السلم
الكاتب حسن مصطفى


تعليقات