القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

قصص مسموعة - سوسو والديك


سوسو والديك، قصة ساخرة، مدونة السلم.

اسمعها وشاهدها من هنا
👇👇👇

سوسو والديك  قصة ساخرة , مدونة السلم.

قصة قصيرة مصروعة

حدثت قصتنا منذ زمنٍ بعيدٍ .. عندما أَثقلتْ الحروب .. كاهلَ كوكب الأرض..

فازدادت الضغوط على كل فردةٍ وفرد..

انتشرت الأوبئةُ.. وتاه الناسُ عن كل معتقدٍ وفرض..

وباتت لقمة العيش.. هي الهاجس الأكبر لكل إنسان ..

حدثت عندما صارت الخرافات والخزعبلات هي الملاذ الأخير..

للهروب من الواقع المرّ..  

وفي ذاك الزمان .. وفي أحد الشوارع البائسة ..

كانت سوسو خائفةً ونادمةْ!!

خائفةٌ.. لأنها أنثى.. أنثى رقيقةٌ ووحيدةٌ

في هذه الحاراتِ المعتمةِ الضيقةِ.

ونادمةٌ لأنها طردت زوجها من المنزل. في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل!

لذلك كانت تتساءلُ:

آااااه.. أين سأجد هذا المسكين اللعين؟

ثم تختبئُ خلفَ الجدارِ.. مع مرورِ أحدِهم هو وعائلَتهُ .. خوفاً من أن يكونوا عصابة أشرارٍ .. فيخطِفوها ويبيعوا أعضائها بالسوقِ السوداءِ..

وبعد أن دَخَلَتْ بمرحلة اليأس من إيجاد زوجها..  

عادت للمنزل

فوجَدته ينتظرها هناك .. ويكاد يُجهزُ على صحنِ الفولِ

خليل: سوسو؟ أين كنتِ يا سوسو؟

ارتبكت قليلاً، ثم تماسكت كثيراً:

سوسو: آ .. إم أ.. كنت في المول!  

يستغربُ خليل: فـ فـ فـ في المول!! الآاااان.. والساعة الثانية ليلاً؟!

سوسو: إي نعم الآن. أخبرني أنت لماذا عدت؟ ألم أقل لك انقلع ولا تعد إلا ومعك ثمن منزل! هيا انقلع من هنا يا عديم الفائدة.

خليل: مهلك يا زوجتي العزيزة، أتيت لأخبرك بالأمر الغريب الذي حدث معي اليوم؟

سوسو: لا أريد أن أسمع شيئاً.

خليل: حسناً كما تريدين!

ثم يبدأُ بالسردِ:

المهم وبينما كنت أتمشى لأروّح عن نفسي بعض الخوف من سكون الليل المرعب، وأتأمل البرد القارس والجوع القاتل، وجمال الرصيف المعتم، وبهجة الحياة الكئيبة. فإذا بديكٍ كبير!!

سوسو: ديك في شوارع المدينة.. وماذا يفعل لوحده؟

خليل: هو ليس وحده، لقد كان برفقة مجموعة متشردين، يحاولون قتله، يبدو أنهم سرقوه ويريدون طبخه بالأرز، وعندما شاهدوني، صرخوا: اهربوا يا فتيان.. اهربوا من ملك الجان.

وفعلاً هرب الفتية، والديك اللعين أيضاً لاذ بالفرار، لكني قذفته بحذائي .. وبلحظة فقط .. أعدته لمرحلة الصوص المنتوف.

فتقفز للمطبخ بلهفة:

وأين هو. بأي طنجرةٍ وضعته؟

خليل: لقد تركته

تغضبُ سوسو: ولماذا تتركه ؟    

خليل: تركته يا عزيزتي لأن الديوك لا تتحدث!

بفطنةٍ تَرُدُّ سوسو: فصيح؟

خليل: أفصح مما توقعت، لقد توسل لي أن أتركه، وقال لي:

لست ديك، ولحمي سيؤذيك يا سيدي .. فأنا أمير مرصود! حل عليّ سحر لعين منذ آلاف السنين! أرجوك لا تقتلني! فالسحر سيزول عني قريباً! بعد مئتين وسبعون عاماً فقط. وبالفعل أشفقت عليه، وتركته.

فتنفجر وقد كانت تحْتَقِنُ

سوسو: آاااه.. لم أكن أعلم أنك غبي لهذه الدرجة!

خليل: ارجوكِ لا تستهيني بذكائي وإلا سأعود من حيث أتيت!

سوسو: وهذا ما أريده، انقلع. عدّ للديك.

خليل: ماذا؟ أتظنيني يا زوجتي أكذب عليكِ كي تسمحي لي فقط.. بالعودة للمنزل؟

سعاد: لا ليس هذا ما قصدته.

ثم تُحدِّقُ بهِ بمكر غرِيبٍ

سوسو: اذهب إليه، واطلب منه أن يساعدك بشراء منزل، لقد أثقل إيجار هذا المنزل راتبي، ولم يعد يتبقى لي من المال، ما يكفي لنتف حواجبي!

انتفض خليل، ونظر لحاجبي سوسو الكثيفانِ، فشعر بالتعاطفِ معهما، لكن نعاسهُ وتعبهُ كان أقوى من تعاطفه..

في الحقيقة أنا أشعر الآن بالنعاس الآن، فلنؤجل عمل اليوم إلى الغد، بما أن الوصول متأخراً كما تعلمين أفضل من عدم الذهاب بالمرة.

فتزعقُ سوسو بوجهه:  إذهب؟

خليل: حسناً حسناً

طبعاً كانَ خليلٌ مرغماً على الذهاب، ليس لأن زوجته هي من تدفع إيجار المنزل أو لأنها تصرِف عليه! بل لأنه يحبها!!...

وبالفعلِ عاد الرجلُ للحارةِ التي شاهد الديكَ، فيها. فإذا بذاتِ الفتيةِ، يصرخون، ويهربون.

الفتيان اللصوص: اهربوا يا فتيان من ملك الجان..

لمحهم خليلٌ يفرون ومعهم بعض المسروقاتِ! التي سرقوها من أحد المحلات المخلوعة لتوّها !! لكنهُ لم يكترث بهم، وراح يصرخُ كالديكِ المجنونِ:

خليل: أيها الديك المسحور! أين أنت يا كوكوكووو؟ هيه يا ديك.. يا محترم! هكذا تعامل من أنقذك من المتشردين، كوكو كوو!

وبسبب ارتفاعِ صوتِ خليلٍ.

يُطلُ أحدُ سكانِ الحارةِ الشرسينَ، من شرفته غاضِباً

رجل: لماذا تصرخ هكذا أيها الغبي؟

وقبل أن يَرُدَّ عليهِ خليلٌ: في الحقيقة أناااا

الرجلُ الغاضبُ يرى المحلَ المخلوعَ، فيقفز فوراً عن الشرفةِ ويقعُ فوقَ خليلٍ ويكسر له بعض الضلوعِ.

خليل: آااخ ابتعد عني أيها الفيل!

لكن البدينَ يَزعَق.. وصوته كالمنجنيقِ..

الرجل: لقد قبضنا على اللص.. لقد قبضنا على اللص

فيوقظ.. كل من لم يوقظه صِياح خليلٌ

خليل: أنا لص يا ابن الـ

وقبل أن يكمل خليل شتيمته، يتكاثر الناس حوله كما تتكاثر الأرانب والجراد.

يخلعونَ نِعالهم .. وينهالون عليه ضرباً.. وكأنه شجرة الدر أو الهِندَباءِ.. يضرِبوهُ ويصرخونَ.

أهل الحارة الغاضبين:

- أين الشرطة في خدمة الشعب!

- أين الإسعاف

- أين البلدية أين الإطفائية؟

-أين الماء

-أين الكهرباء

نترُكهم هكذا، يغنونَ على أطلالِ خليل

-وين الملايين

ونعودُ لزوجتهِ سوسو.. التي تُثرثرُ على الهاتفِ مع جارتِها أسرار.. التي تنام فقط بالنهار.

سوسو: أرجوكِ يا أسرار.. لا تخبري أحداً بما أخبرتك به الآن. فأنا لن أقع في نفس الخطيئة.. التي وقعت فيها زوجة الصياد .. الذي اصطاد سمكة مسحورة ثم حررها، فأعطتهم كل ما طلبوه، فبدل المنزل الحقير.. أعطتهم المنزل الجميل.. وبعد فترة لم يعجب المرأة الغبية، فطلبت المزيد وراحت تستزيد، فأعطتهم المنزل الجميل، ثم القصر المنيف، ثم القلعة الحصينة، ثم الإمبراطورية .. ثم تطاولت زوجة الصياد بكل عنجهية .. على ما لا يمكن التفكير به.. وأنا لن أكون مثلها، بل سأكون قانعةً وذكية، وسأكتفي فقط..  بالإمبراطورية.

وبالفعلِ

تم زجّ سوسو لاحقاً .. هي وزوجَها خليل في أحد أهم سجون الإمبراطورية.. لقد تم القبض عليهما بالجرم المشهود وهما يسرقان ديوك الجيران .. تم القبض عليهما إثر عملية نوعية.. بهدف إنقاذ ديوك المواطنين.. التي راحت تختفي .. ديكا إثر ديك

 

تعليقات