القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

ما هو سر المدفأة ؟؟ | مقال صوتي - فيديو - تنمية بشرية

قصص قصيرة - قصة المدفأة | مدونة السلم .

قصة تنمية بشرية, لكنها سلبية! وبسبب واقعيتها الشديدة ! قد تبدو خيالية. 

تنمية بشرية, سلبية! مدونة السلم


قصة قصيرة -- ما هو سر المدفأة؟؟ (المقال المرئي) اسمعه من هنا..



في مكان ما.. من هذا العالم.. لكن على كوكب آخر! كانت كل الفصول شتاء! حيث.. لا ربيع تفتح الأزهار فيه.. ولا صيفاً يساعد على الحصاد.. كانت الأجواء فقط برد وصقيع!


وكان يحيا بتلك البقعة الغريبة.. رجل فقير.. ووحيد.


كانت لديه مدفأة قديمة ومُخجلة! ودائماً ما كان يركلها شاكياً:


- أيتها المدفأة البالية.. ليتني أستطيع التخلص منك والحصولَ على مدفأة أكثر إشراقاً


لكنه.. لم يكن قادراً على استبدالها، بسبب فقره.. وعوزه.. فكانت سبب إحباطه وبرده..



وذات يوم مُثلج .. وتحديدا في 44 تموز الأول
زاره رجل ثري.. ولم نعلم سبب قدومه حتى الآن!



دقدقدق

- من .. من في الباب ؟؟

دقدقدقدق

- إي قادم قادم .. إنني قادم

- مرحبا.. هل أستطيع الدخول! دون أن تعلم سبب قدومي؟

- طبعاً طبعاً يا سيدي .. أبوابي مفتوحة للريح .. فكيف لا تكون مفتوحةً لرجلٍ معطفهُ سميك؟



شكره الرجل بلباقةٍ ثم دخل .. وهمّ بخلع معطفه السميك

- إذاً هل تسمح أيها اللطيف أن أخلع معطفي السميك!!

- طبعاً طبعاً يا سيدي.. إخلع ما تريد يا سيدي.. لا بد أنك لن تشعر بالبرد أبداً فتدفأتك مركزية! ههههههههههههه


قهقه الفقير مرتبكاً .. ثم دخل الثري..

ولم نعد نعلم ما الذي حدث من بعدها.. كل الذي نعلمه فقط .. هو أنه أراد شراءَ تلك المدفأة البالية.. بثمنٍ كبيرٍ!

- لكن يا سيدي ليس صحيح .. والثمن التي تدفعه ليس كبيراً أبداً؟ ..فمدفأتي أصلية، وليست تقليدية أبداً

تنمرد الفقير مخفياً بهجته..

فرد الغني وهو يتحسسها.. من أعلى لأسفل

- ممممم معك هي فعلاً هي تستحق أكثر من هذا المبلغ المُتاح بجيبي الآن.. أوووو لنقُل.. هي لا يمكن أن تقدر بثمن.. فليست كل الأشياء تشترى بالمال.. أليس كذلك!

- آااا نعم سيدي .. كذلك .. ليست كل الأشياء تشترى بالمال؟؟

وبعد أن ارتبك الفقير.. همّ الشاري بالذهاب

- إذاً أستميحك عذراً حان وقت الرحيل..

- تستبيحني عذراً!!


وفجأة يقفز الفقير على الغني ويفرمله

- مهلاً يا سيدي مهلاً!! كأنك نسيت أن تأخذ مدفأتَك معك.. فهي أصبحت لك؟

- لكنني فهمت أنك.. لن تتخلى عنها بسهولة


فيتلعثم المُضيف:

- ربما هناك سوء تفاهم بالأمر فأنا لم أرفض.. لكني فقط أعبر عن رأيي باعتبار أن هذه المدفأة خدمتني سابقاً لذلك تحدثت عنها بعاطفة زائدة .. خذها!! فهي ملكك منذ الآن.. بعد أن نالت إعجابك

- حسناً اتفقنا اذن .. خذّ.. هذا كل ما في جيبي الآن


شكره الثري وأعطاه مبلغاً ضخماً من المال..

وحمل مدفأته.. ورحل.

وتم حل مشكلة الفقير. لمجرد أنه لم يعد يرى هذه الخردةَ في منزله. وللعلم فقط:

لم يتعرض هذا الثري لأي خدعة.. فقد كانت هذه المدفأة -فعلاً - تعني له الكثير. كذلك لم يتعرض الفقير المعتاد على الخوازيق! لأي خازوقٍ، فالمدفأة التي تخلى عنها، لم ذاتَ قيمة عالية..

- آااخ يا عيني يا عيني.. لقد ارتحت منها .. البالية العفنة

المهم .. أخذ البائس السعيد ثمن المدفأة وكان السعر كبيراً بالنسبة إليه .. وضع رزمَ النقود منتصف الغرفة

وبدون سابق إنذار.. أضرم فيها النار!!

فارتفعت ألسنة اللهب.. حسناوات جميلات ترقص في جهات منزله الخمسة وتبث الدفء بأجساده السبعة

لكن!!

سرعان ما خَمدت النيران.. بعد شهرين أو أقل من الزمان وعاد البرد والصقيع ينخر عظام هذا الفقير.. وبعد ذلك بنصف ساعة فقط

بتوقيت بؤسه.. انتهت قصته.. ثم انتهت قصة المدفأة!!


قد يشعر البعض أنها انتهت بدون حبكة أو عبرة....

- أليس كذلك؟

- بلى كذلك!

وستبقى كذلك.. بدون عبرة، بالنسبة لهذا الفقير، حتى لو كانت هذه المِدفأة.. هي زوجته!

نعم زوجته ..

وللتنويه فقط: فالفقُر في زمن الصقيع.. ليس فقرَ المال..

لكنه الدفء -فقط- هو مقياس الثراء..

والدفء.. ليس حطباً ونار! وليس معطفاً سميك

إنه مجرد شعور! فهل استطعت أن تشعر به يتغلغلُ داخلكَ!

أم أنك بحاجةٍ لمدفأة؟؟

انتهت قصتنا.. وقصتنا التالية ستقول:

في بقعة نائية من هذا العالم لكن بكوكب آخر!!

كانت تقطن امرأة فقيرة.. لم تكن تمتلك..

إلا مدفأة .. قديمة .. وبالية

والتتمة عندكم.. والسلام..

الكاتب حسن اسماعيل مصطفى

تعليقات