القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

قصة نبع السموم | أين تختبئ الأفعى؟ (مقال صوتي - فيديو) اسمعه وشاهده !!

 نبع السموم  

قصص قصيرة ..



صورة تعبيرية - تصميم الكاتب حسن مصطفى
. قصص تنمية بشرية - سلبية - فقط في مدونة السلم .

نبع السموم


هي ليست قصةٌ من قصص يوم الجمعة..

أو يوم السبت

هي قصة رعبٍ.. تحدث كل يوم

اسمها نبع السموم

هي أفعى ووصفها مستحيلٌ لبشاعة منظرها

ولشدة لؤمها وخطورتها

لذلك

يفضّل أن تسمع

دون أن تتخيل أن هذه الأفعى

تحيا معك في دارك

قريبة منك

وربما .. من أحد أطفالك

 

لكنك وعلى كل حال لست بخائفٍ منها

على الأقل.. حتى الآن

لعلك خائف من ذاك الفأر الصغير

الذي قفز أمامك.. ثم اختفى

 

معك حق عندما لم تخشى من الأفعى

لأنك.. لم تراها

لم تراها رغم فحيحها الذي يدوي بأرجاء منزلك الكبير

لكنك ربما لست مستعداً للخوف

إلا مما تراه عيناك

وقصة الفأر.. هي التي تتصدر المشهد الآن

وهي بالعموم.. سياسةٌ تتبعها كل الحيوانات

واسمها بسيطٌ جداً

سياسة.. الإلهاء

ونبع السموم ..

بارعةٌ في هكذا سياسات

 

هي لا تزج نفسها.. في المواجهات

ولا تكترث.. بالإحصائيات

بل ترسل لك ذيلها بمكانٍ

وتنهش بمكان

هي كاللص.. الذي يفتعل حريقاً هنا

كي يسرق بنكاً هناك

وبهذه الطريقة

يتم استنزافك.. وانت منشغل بالبحث عن ذاك اللعين

الذي لا يكف عن استفزازك بالصراخ

هيي هل أصابك العمى!

ألا تراني!

أمسكني إن استطعت..

وطبعاً.. لن تستطيع إمساك هذا الفأر

فتثور بحميّة

وتكاد تتفجر الدماء

من عروق رقبتك العنترية

أنا لا أستطيع!!

قف مكانك إن كنت فأراً .. تحترم نفسك

وتعتز برجولتك الفأرية

وتقذفه بأقرب مزهريةٍ

وتصيب أحد الجيران

تباً للفئران

ثم تضربه بمنفضة السجائر

وتحطمها على رأس أحد المقربين

انقلع من هنا يا لعين

وبعد مدة سينقلع الجميع من حياتك

عدا الفأر

إنه خصم عنيد

لقد أجبرك على تحطيم المنزل على رؤوس أقرب أقرب المقربين

سأنال منك أيها القذر

حتى لو كسّرت أضلاع ابنائي بسببك

وبالفعل.. تحطم منزلك بكل عظامه وأوجاعه

 

حتى يبدو بعد أعوام من الصراع المرير

وكأنه بيت للأشباح وقع عليه سحر أسود

عندها.. تختنق أنفاسك

وترنو.. لأطفالك

 

إنهم متقوقعين في ركنٍ معتم بمنزلك

معتم كمستقبلهم معك

تلين لوهلةٍ

وتحاول التبرير

أرجوكم لا تلوموني إنه الفأر

هو السبب

هو ذات الفأر الذي عذب والدي لسنين.. وسنين

آا آاه كم أنا قط فاشل

وما إن تصبح مثيراً للشفقة

حتى يتشجع أحد أعزائك الأذلاء

لست قطاً يا أبي

لست حيواناً

أنت إنسان

ماذا تقول

بل أنا قط وعليكم أن تصبحوا مثلي

فإن لم تكن قطاً

ثم تصفع ابنك

أكلتك الفئران

تصفعه وأنت تطمئنه طبعاً

لا تقلق أي بني

حالما أمسك هذا الفأر اللعين..

سآكله نيئاً ..

بدون شفقةٍ ..

وبدون شوااااااااااء..

فيبصق ابنك من فمه.. في وجهك..

بعض الدماء..

وترتعش وجوه بقية أطفالك

خوفاً من أفعى تدعي أنها هِرٌ على هيئة إنسان..

قلوبهم تصبح مظلمة ..

ويسود صمت طويــــــــــــــــــــــل ..

يتخلله فحيح مخيـــــــــــــــــــف:

لااااااااااااا تصالح .. ولا تصلح المرآاااااااااااااااة ..

وبعد أن تتهاوى أعوامك عاماً إثر عام ..

وبعد أن يدفنك ركام الزماااااااان 

يباغتك السؤال

ما هذا الخاطر الغريب..

هل بدأت أهذي وأنا في ريعان الشباب؟؟

وبالطبع لا إجابة عن لا سؤال..

سوى أن الألم يزداد.. والهذيان يستفحل..

وأخيراً تجد نفسك مجبراً

على فتح باب تلك الغرفة القديمة ..

المقفلة منذ سنواتٍ بعيدةٍ طواها الزمان..

ما هذا.. ما هذااااااااااااااا؟

وأخيراً .. ها أنت تراها

قطعها متشظيةً هنا وهناك ..

تعفنت وعليها آثار دماء..

تمد يديك الجريحتين بارتباك؟؟

أنا من كسرت المرآة ذات يومٍ

لأنها لم تكن تعلم كيف تكذب على الرجال..

ثم تشعر بالندم .. ويبدأ العمل الشاق ..

وتبدأ بجمع شظايا

زجاج الحيااااااااااااااة

وما إن تكتمل المرآة حتى تحدق في وجهك.. بدون حياء ..

 

تخاف منها وتشيح وجهك عنها..

لكنها في داخلك.. وفي كل الجهات..

لا مفرٌ بعد الآن..

رحماك ربي.. سامحني..

الغفران الغفران

ياله من منظر مخيف.. فنبع السموم تجابهك وجهاً لوجه..

نعم.. إنها أنت..

أنت الأفعى ..

الأفعى مختبئة في داخلك..

وفي داخل كل إنسان..

وكم هو أمر عصيُّ على الإنسان منا..

أن يبحث عن الأفعى القابعة في داخله ..

وكم هو أمر يسير علينا..

أن نكتفي فقط بالبحث عن الفئران التي تتقافز خارجنا..


الكاتب حسن اسماعيل مصطفى

تعليقات