القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

تساؤلات عن معنى الحياة

تساؤلات وجودية بدون إجابات عن معنى الحياة
- اسئلة مهمة عن الحياة - مدونة السلم -

الأسئلة المستحيلة ! بماذا تفيدنا ؟

ما فائدة التساؤلات .. إذا كانت بدون إجابات؟ 
ما الحل؟ هناك عدة آلاف, من الاحتمالات, قد نهرب منها وقد نستكين, وبعضنا قد يصيبه المس والجنون. إلخ .. لكن هل من المعقول؟ أن هذه التساؤلات وجدت فقط لتصيبنا بالدوار! أم أنها وجدت لتمنحنا السلام الداخلي, والاستقرار!؟

وقبل الحديث ,نقطتان للتمويه:
1-  عندما نذكر العقل فما نقصده تماماً هو (عقلنا المحدود) أو (عقلية البشر) وآلية تفكيرهم التي تؤدي لأن يؤذي الإنسان نفسه, قبل أن يؤذي غيره.
2-  عندما أحدثكِ أو أحدثكِ,  فأنا أحدث نفسي, وأنت -فقط- تسمع هذا الحديث.

نحن نعرف أن التساؤلات, رغبات, والرغبات تؤدي للاختراعات والاكتشافات وتؤدي لنمونا بكل مجالات الحياة, والحديث هنا عن فائدتين تصبان في أعمق هذه المجالات:

الفائدة الأولى لـ:

الاسئلة الوجودية المستحيلة

(لا يهم) عندما تتسائل: من نحن؟ من أين نأتي؟ وإلى أين نمضي؟ وقِس على ذلك.
لا يهم (من نكون) ! أنا أو أنتِ, ذكر أم أنثى, لا تهم اللغات, ولا المناصب والمقامات! هي تساؤلات لن يجيبنا عنها انتمائنا العرقي أو لوننا ولا عائلتنا, ولا مكانتنا الاجتماعية المغمورة أو المرموقة, ولا حسابنا البنكي في (أوف شور الكايمان), لا كوخ القش بالأدغال .. ولا قصر باكنغهام .. 
فالسؤال هنا -دوماً- أكبر من سائله, أيّاً كان, مادام هذا السائل - بالنهاية .... مجرد إنسان !!
نعم هذه هي الفائدة التي , ربما لن يستسيغها عقلك. ولن تعجبك وسيكون ردّك: لم تعجبني كلماتك فعقلي يعرف بأنني إنسان؟ وعقلي أيضاً, يعرف أنك كذلك! لكن, مع بعض المقبلات !! 

شوربة


الإنسان يشبه -ولدرجة كبيرة- (الشوربة) والسؤال الذي لن تستطيع الإجابة عنه - حتى لو أجبت! .. تُرى؟ هل يمكنك أن تكتفي, بكونك إنسان؟! دون أي توابل أو بهارات؟

الأجابة يجب أن لا تكون, فقط بالأقوال! فإذا حللنا أفعالك الإنسانية , منذ آلاف الأعوام, وحتى اللحظة, سنُحرِّم على أنفسنا لفظ إنسان, ولا داعي لنبش قبور الماضي! (فلنحفر) الآن, حيث الفقر والجوع والمرض والموت بحجة الحروب, هي الحالات المهيمنة على عالمك (أيها الأنسان)
لو كان أحدنا يعرف أنه إنسان. لما احتجنا لا للحروب ولا للحدود, لا للمجاعات ولا للجماعات, لما أهملنا حقيقتنا, على حساب التوابل والبهارات!  

التوابل التي خرّبت الحساء, فبات أحدنا يُعرف بتوابله, أكثر من معرفته بحقيقته الخالصة, فخلطة الذكر, غير خلطة الأنثى وبهارات الغني غير بهارات الفقير , وعندما نسأل شخص ما: من أي (كذا) أنت؟ فنحن نقصد: 
من أي توابل أنت؟ كي نحكم عليك, كي نحبك, دون أن نعرفك على حقيقتك, أو كي نقتلك أو على الأقل, كي نكرهك ونتحدث عنك عندما تدير لنا ظهرك؟ أو كم تمتلك من الفلفل في جيبتك؟ نعم! هكذا -فقط- عقلك يعرف: أنك إنسان! فقط من خلال الإضافات. وهذه هي المعرفة العمياء التي لن تنفعك عندما يحين وقت الحساب! 
أمّا إذا عرفت: أنك إنسان ... وأنت في حضرة السؤال! ... فالأمر مختلف!

  • التساؤلات المستحيلة , تُفني الأعراق والأجناس .. وتوحد الناس

فعندما تكون في حضرة السؤال الإلهي, فأنت وتوابلك, تصبحان لا شيء, وهنا ضرورة السؤال , اليقظة, فالسؤال يذكرنا إن سهونا, وما أكثر الساهين منّا,

فقط تخيل أنك تعرف كل الأجوبة الحقيقية, لهذه الأسئلة الوجودية؟ مثلاً تخيل أنك عرفت -تماماً- حدود الكون, وخلق الإنسان, والحيوان, ومن هذا الذي يستخدم جسدك, ومشاعرك! وأنت مستغرق بالأحلام, أين كنت قبل أن تولد؟ وهل للأشجار لسان! وكم حبة رمل في كوكب المريخ, تخيل أن كلمة (مجهول) اختفت من قاموسك, تُرى كيف سيكون وضع عقلك عندها!! هل سيبقى مكانه!! هل ستكترث ثانيةً بتوابله التي أزكمت أنوفنا ودفنت إنسانيتنا, وحولتنا لمجرد ملصقات إعلانية ! 

كلا يا صديقي, لا بد من السؤال, ولا بد من أن تشعر بالعجز, فقط كي تتذكر أنك إنسان, تذكر الآن ولا تؤجل عمل الحياة إلى الممات, لا تؤجل إنسانيتك, فبهجتها تفوق عالم الثنائيات! وبما أننا ذكرنا الموت,  فلننتقل (للحياة) وهي للفائدة الأكبر من كل التساؤلات

معنى الحياة والتساؤلات

أن تشعر أنك (إنسان), أمر قد لا يحتاج عناء! حيث يمكنك أن تشعر بإنسانيتك! بمجرد أن تشعر بعجزك وضعفك (لأنك في حضرة السؤال الإلهي, ولست أمام إنسان مثلك)

أما أن تشعر بإنك (إنسان حيّ) فهذا يحتاج لبعض العناء! 
لأنه يستوجب الشكر على نعمة الحياة, والحياة بنظرك: أمر بديهي, عرفت كل شيء عنه  مذ كنت غلام.
كلا! فشكر الخالق على نعمة الوجود ليس أمر بديهي كي تتغافل عنه, أياً كان وضعك الآن, فأنت المسؤول عن حياتك التي أضعت مفتاحها, عندما كففت عن السؤال الذي لا جواب له, وبحثت عن بقية الأسئلة السهلة. 
الشكر على نعمة الوجود ليس أمر سهل, بل الأسهل للعقل ومن مبدأ (الاقتصاد الذهني) أن يحولك إلى (برنامج روبوت) ينجب الروبوتات. يذهب للعمل ويعود من (التعليلة) وينام ويموت. وهذه هي الحياة بالنسبة له. 

  • ولكل إنسان برنامج.

أيا كان البرنامج الذي يستخدمك! فهذا لا يهم - رغم الاختلاف - فبرنامج المراهقين غير برنامج الواعين غير برنامج الحكماء أو النصابين, ولا تنسى أن هناك مُبرمجين! بإمكانهم برمجة السنين, فبرنامج الستينات غير برنامج التسعينات , لكنها بالنهاية! 
مجرد برامج تتنافس لتحتل جسدك, وعالمك. برامج صممت خصيصاً لتمنعك عن الحياة. فتغرق بالوهم, بأنك تعرفها. 
ومن يعرف كل شيء, لم يعد بحاجة الاكتشافات!
إن من يتسائل بهكذا تساؤلات, يعطل الروبوتات المتحكمة بعقله, فيضطر للنظر حوله! يضطر للانبهار بأبسط الأشياء, بطفل صغير, برجل ضرير, بامرأة تكنس باحة المدرسة, بشاب لم يخلقه رب العالمين إنسان وسيم (كما تعتقدين). 
إن من تغرقه هذه التساؤلات .. يضطرأن يكون (على قيد الحياة) 
فحياتك هي أرضك المجهولة, هي ملكك وحدك ومفتاحها بحوزتك, وعليك أن تكتشفها بنفسك. أخبرني ؟ لماذا تدع غيرك يكتشفها وينهب زرعك ورزقك! حياتك أرضك  فلا تؤجرّها لغيرك. ولا تكف عن الشكر حتى لو ساءت الأحوال, ولا تكف عن السؤال, حتى لو كان بلا جواب, والله ربي وربك, والسلام على من تمنى لغيره السلام.

هكذا أحدث نفسي, فما رأيكم بهذا الكلام.

تعليقات