القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

خواطر الحضور .. قوة الآن


خواطر من الحياة . الحضور .. قوة الآن



كلمات عن الحياة

لقد كثرت الصفات والمصطلحات، حول الحياة .. كي تؤنس عقولنا المحدودة، فهناك الكثير ممن يرى الحياة، رحلة شقاء. وعذاب. وهناك من يراها بين أخذ ورد، صعود وهبوط. 

بمعنى: ما إن يقول أحدنا، لفظ: (الحياة).. حتى يتوجب عليه أن يكمل. لا يمكننا الصمت. علينا أن تعرف ماذا قبل (لفظ) الحياة أو ماذا يليه. علينا المتابعة, فالعقل ينتظر منا إضافة.. لأن لفظ (الحياة) دون وصف بعدها أو قبلها، يضع عقلنا الضيق في عجز لا نهاية له. 

عجز بقدر اتساع معنى الحياة. 

ولكن وقبل أن نعرف ماذا قبل الحياة، وماذا بعدها. لماذا لا نعرف ما هي الحياة نفسها؟ وقبل أن نولي اهتمامنا لما انقضى من هذه الحياة. ولما سيأتي (ولم يأتي بعد) .. لماذا لا نولي كل انتباهنا للحياة نفسها.. 

لماذا لا ننظر إلى الحياة.. الآن؟

من ينظر فقط إلى الماضي يصبح كإنسان مجبر على السير للأمام لكن رأسه (بالمقلوب) متجه للخلف.. لن يرى الحفر التي تنتظره إلا بعد أن يقع فيها ..  لقد وقع بها وانتهى الأمر .. لكنه مصر على رؤيتها باعتبار رأسه متجه بعكس اتجاه حركة جسده.. الذي يسير صوب حفرة ثانية.. وسيقع فيها لا محالة .. وهكذا نبقى على هذه الحال لانرى الحفر الموجودة أمامنا .. إلا بعد أن تصبح ماضي .. 

ونستمر في الوقوع فيها إلى ما شاء الله.. والله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا مافي أنفسهم.

هل نعلم أن من انقضى من الحياة، صار ما قبل الحياة.. وليس الحياة الماضية.. 

هل نعلم أن ما سيأتي من الحياة.. ليس الحياة المستقبل.

لا توجد حياة ماضية أو حياة مستقبلية.. 

الحياة دائماً وأبداً .. الآن

انظر إلى الحياة الآن.. 

اعرف أين أنت.. 

أنظر لأقدامك .. على أي أرض تقف..

انظر إلى الحياة الآن .. 

ترى الحفر..

وترى الطريق!! 


هي خواطر عن الحياة .. كلمات قليلة قالها الحكماء منذ مئات الأعوام .. لكن أغلبنا لم يعد يعي أن الكلمات ليست للشرح .. الكلمات فقط للدلالة .. وكلمة واحدة فقط .. قد تغير حياة إنسان منا .. للأفضل أو للأسوء.. 

واللهم اجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون أحسنه..

الكاتب حسن اسماعيل مصطفى

تعليقات