القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

الوفرة وقانون الوفرة .. سطور وكلمات وإشارات

هل الوفرة، هي الزيادة؟

خواطر عن الوفرة صورة قمح



إذا كنت تعتقد أن الوفرة هي الزيادة .. فأنت تنتقص من استحقاقك..

أنت تستحق الوفرة. وهي حق من حقوقك الطبيعية.. ولكن عليك العمل عليه.. سواء كنت غنياً.. أم فقيراً.. أنت ولدت في هذه الحياة لتطور مفاهيمك التي تشكلت لديك مع بدايات تشكل الوعي وفي مراحل ما قبل الوعي. 

إذا كنت تمتلك الكثير لكنك ما زلت تطلب المزيد. فأنت بعيد عن الوفرة. لأن البرنامج الذي يتحكم فيك، لا يعنيه حقاً ماذا تمتلك. لأن (الأنا - الإيجو) هي بيانات وهمية لا تأكل ولا تشرب ولا تهتم بنوع السيارة التي تقودها .. إن كل ما يعني الإيجو هو أن يحافظ على طلب المزيد. وكم من إنسان يقود سيارة رائعة لكنه لا يعلم ما هو سر امتعاضه من كل هذه الحياة؟ فيتحرك لأقرب معرض سيارات ويشتري سيارة أخرى أكثر تطوراً ورفاهية لكنها لن تزيل شعوره الممتعض (ربما لحين مؤقت فقط) 

عندما تستسلم لبياناتك ولبرنامجك الذي لم تطوره.. لن تنمو. وستفقد معنى حياتك مبكراً وربما تصبح مجرد آلة لجمع المال تنتظر النهاية وترك كل شيء خلفها أن تعرف أين كانت قبل أن تموت.

امتلك الوعي (ما استطعت من امتلاكه) وامتلك حذينذاك اسطول من السيارات .. عندها.. ستبقى أنت الرابح.. فأنت تستحق الوفرة..

مثلاً والمثل هنا لا يضر بالممثول: كم من اثرياء عندما تراهم يأكلون، تشعر أن الأمر لا يتعلق بتقدير نعمة الطعام، بل يتعلق بجوع مزمن!! تشعر أن هناك أحد ما في داخله يأكل ولن يشبع أبداً.. وهذا الجوع المزمن -بكل تأكيد- ينطبق على المال وغير المال. يطلب المزيد ولن يشبع أبداً..

أما من يطلب المزيد كي ينمو.. قد يصبح أثرى أثرياء العالم.. لكنه يعلم أن لا شيء يضيف إلى ذاته الحقيقية (وأناه العليا) التي لا تكترث بكم المال الذي يمتلكه الإنسان..

الوفرة هي النمو

عندما تطلب الوفرة كي تنمو.. ستساعد الآخرين على النمو..

عندما تعتبر الوفرة زيادة وسد للنقص .. ستعرقل الآخرين..

لست وحيداً في هذا العالم.. هناك الآخرون.. الذين (بشكل أو بآخر) هم أنت وأنت هم.. 

عندما تعرقلهم فأنت تعرقل نفسك ..

الوفرة الحقيقية عندما تعطي وتأخذ .. وليس فقط عندما تأخذ

الوفرة الحقيقة ليست فقط بالمال.. الوفرة الحقيقية هي بالوعي..

وهذا هو الأمر الوحيد الذي لن يتم توريثه لك.. عليك أن توسع وعيك..

قبل أن تكتسب مفاهيم جديدة .. ستعذبك كثيراً حتى تطبقها (إن استطعت أو بالأحرى إن أردت)

عليك أن تعرف ما هي مفاهيمك القديمة!! 

لن تعرف ما هي مفاهيمك القديمة عن الوفرة إلا إذا خرجت من نطاق سيطرتها

لن تستطيع الخروج من نطاق سيطرتها إلا إذا تخلصت من سطوة الزمن النفسي 

لن تتخلص من سطوة الزمن النفسي (حياتي الماضية ومخاوفي القادمة) إلا بالحضور

كن كالقناص الذي لا يمكنه التفكير إلا بهذه اللحظة التي يحيا بها الآن

راقب نفسك وأفعالك وردود أفعالك..

راقب نفسك .. بماذا تشعر عندما ترى أحدهم يمتلك الكثير من المال

راقب نفسك بماذا تشعر وأنت تقبض المال

راقب نفسك وأنت تنفق المال

راقب نفسك في كل ما يتعلق بالوفرة .. هل تشعر بالسعادة عندما تلفح وجهك نسمة ربيعية في مساء جميل لطيف لا يكترث بحالتك النفسية ؟ هل حالتك النفسية لا تسمح لك بالشعور بالغبطة من هذه النعمة التي اسبغها عليك رب العالمين..

أم ان المال هو هاجسك .. سواء كنت فقيراً أو غنياً..

هل تستطيع ان تنفصل عن شعور أنت معتاد عليه

كأن تشعر بالغضب وأنت تدفع فاتورة ما؟؟

لا تغضب وأنت تدفع ولا تفرح وأنت تحصل على المال..

كن شاكراً فأنت تستحق الوفرة بالفطرة .. لكنك أنت من صنعت الخلل في هذا الاستحقاق ..

أنت وأنا كبشر .. منعنا أنفسنا من هذا الأستحقاق ..

لذلك علينا انتزاعه انتزاعاً

لكن أول الانتزاع .. يكون من داخلنا .. 

فالوفرة هي حالة ذهنية قبل كل شيء.. 

عندها ستأكل وتشبع وستطعم غيرك أيضاً .. 

ومن تطعمه.. يطعمك .. حتى لو بدا لك العكس

ومن تطمع به .. يطمع بك .. 

أنت الوفرة

كن وفيراً وتصرف بالوفرة من داخلك .. كن صادقاً في وفرتك ..

وانظر كيف سيتحول العالم الذي يبدو خارجك.. سيتحول إلى عالم من الوفرة

وانظر إلى كم الناس الذين سيغادرون حياتك .. وانظر إلى غيرهم ممن سيأتي لعالمك..

إنه تبديل الأثاث .. سيأخذ وقتاً .. لكن الوقت يمضي على أي حال.. 

فليمضي الوقت على هدف نبيل

توسيع الوعي هو اسمى هدف .. هو ليس زهد ولا تنسك .. يمكنك ان تعرف الفرق ما إن تعقد النية..

اعقد النية واتبع الإشارات .. ولا تكن كسول

الكاتب حسن اسماعيل مصطفى

Image by PublicDomainPictures from Pixabay 

انت الان في اول مقال

تعليقات