القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الاخبار

الصوفية .. والفيس بوك .. والإباحية !

الصوفية وانتشارها على الفيس بوك هل هو حالة صحية ؟
الصوفية, والفيس بوك, والإباحية .. مدونة السلم

مقدمة صوفية عن الوعي

لا أحد يدخل الكهف إلا وينتظر شيئاً ما . أحدهم ينتظر كنزاً ثميناً ، وآخر ينتظر وحشاً مرعباً . بعضنا يدخل لينجح وبعضنا يدخل ليفشل . بعضنا يدخل ليتوازن ، وآخر يدخل ليفقد توازنه .


قليل من الناس فقط ، يدخل ليعرف ما هي الحياة بفهمه للموت .
وكثير منا يدخل إلى كهف الوعي ، ليموت بجهله في الحياة .


جلال الدين الرومي - والفيس بوك الصوفي

دخلت ذات مرة ، إلى أحد المجموعات على أحد مواقع التواصل الاجتماعي , لا يهم ما اسم هذا الموقع الفيسبوكي ، المهم هو: ما هو اسم هذه المجموعة؟


اسمها مجموعة عشاق جلال الدين الرومي ، يمكنك تسميتها , فانز الرومي . المهم شيء من هذا القبيل . ابتهجت بالحال وقلت في قرارة نفسي :


إنها فرصة مواتية كي أحتك مع أتباع شافاق , يمكنك تسميتهم الشافاقيون . وفرصة مواتية كي أنهل من فيضهم التبريزي ، وكي استنير بآرائهم الصوفية ، التي ترى ما لا تراه عيون المسكونين بالخطيئة. وهنا تكمن المشكلة ..


الصوفية والخطيئة الجنسية

بعيداً عن استعراض العضلات الاصطلاحية . وعلى بساط أحمدي . قلت في قرارة نفسي : هذه المجموعات الراقية ، ستكون عزائي بأني لا أهدر وقتي ، عندما أهدره فعلا . وبأني إنسان من لحم ودم ، عندما تنتهكني الخطيئة .


إن هذا التفاؤل شجعني لاقتحام هذا العالم الصوفي في الفيس بوك ، راجع بالطبع لطبيعة سكان هذه المجموعة ، الذين -كما قلت في نفسي - ينظرون للأمور بمقياس مختلف عن المقياس الذي ينظر به الناس العاديون .. أو العاديين .. لا فرق عندهم بين هذا وذاك ، وتيك وتلك .. فهم - بكل تأكيد - ينظرون للجوهر المتشابه بين كل خلق الخالق ، وعليه يبنون بنيانهم الشامخ الذي سينقل البشرية من عصر الظلمات لعصر النور والروحانيات .


كذلك قلت أنهم بالمقابل ، لا بد أن هؤلاء القوم يترفعون بأنفسهم عما تشابه من اختلافات هي من سنة الحياة . وبين التشابه بالاختلاف , والاختلاف بما تشابه , هم عارفون . إذاً لا بد وأنهم سيوضحون لمن عميت بصيرتهم -مثلي - : ما معنى الخطيئة .


نتحدث عن تلك الخطيئة المقنعة بجنازير الأخلاق .. والتي لا تساهم بكبح الموبقات بقدر ما تساهم بنشرها . وبالطبع فإن حديثنا الصوفي هنا عن الخطيئة الجنسية . وليس عن القتل أو السرقة ، أو الكذب ، أو النفاق ، أو الرياء ، أو تقييم الآخرين.. والحكم عليهم !!


منشور الخالة الصوفية

إن بعض منشورات هذه الصفحة ، غريب .. فالعنوان شيء ، والمحتوى شيءٌ آخر ..


المنشور نُشِرَ بإسم الخالة أم فلان . وليس المقصود فيه بالخطيئة الجنسية : الزنا ، أو الخيانة ، أو البغاء ، بل المقصود منه : مشاهدة الأفلام الإباحية .
بالطبع هذا أمر مخزي عندما يشاهد الناس ، بعضهم ، يشاهدون مواد إباحية ! لكن ما هذه النقلة النوعية يا أم فلان الفلانية !؟


الناس تعاني من كورونا ، ومن الحروب ، ومن الفقر ، و.. و... وأم فلان تعاني من مشاهدة زوجها للأفلام الاباحية !


لا بد وأنها عانت كثيراً ، حتى كتبت هذا المنشور الترهيبي عما ينتظر من يشاهد هذه المواد الاباحية ، من عذابات وآلام بالحياة وبالقبر بعد الممات .. من احتقار الناس له ، خصوصا من قبل زوجته ، والأبناء .


لقد راودني إحساس أقرب إلى اليقين ، أنها ربما تقصد زوجها ، الذي أرقها ( جنسياً ) حتى دمغته بختم الخطيئة بين عينيه وهددته بما لا تملك ..


ربما - والله أعلم - هذه المشتركة الصوفية ، ليست قانعة - بقرارة نفسها - بما قسمه الله لها ربما بسبب ما هي عليه من بدانة ، أو تقدم بالعمر . هي بالمجمل ليست راضية عن أشياء كثيرة . وتحاول - كالكثيرين منا - أن تلجأ لملاذ آمن عند رب العالمين ، بشرط أن تطرد غيرها منه !


الصوفية لا تحارب الظلام

الصوفيون الحقيقيون , يشعلون شمعة . هل تعلمون ، يا من تحاربون ما تعجزون عن الوقوف بوجهه ، أنكم تزيدون الطين بلة ؟ وأنكم تشجعون الكثيرين ((غيركم)) على مشاهدة هذا الأشياء . والسبب بسيط جداً : فأنتم لستم قدوة ! ويا ليتكم كنتم كذلك..


ماذا فعلتم حتى تعتقدوا أن الناس ستأخذ بكلامكم المتعجرف المليء بالتهديد والوعيد ! وكأنّ معكم تفويض من الله بتوزيع الناس ، بين النعيم أو الحريق ؟ هل حقاً تعتقدون ذلك ، فقط لأنكم شكلتم مجموعة على الفيس بوك باسم فلان ، من الصالحين؟


هل تعلمون حقا من هو جلال الدين الرومي ومن هو شمس التبريزي .... وغيرهم ؟؟ هل تعلمون أنهم لم يطلقوا أحكاماً على الناس . هل تعلمون ، وهل نعلم أنهم لم يحاربوا الخطيئة والظلام ، بقدر ما ساهموا بنشر الإيمان والنور والوعي بمن نحن في جوهرنا المتشابه !


هم ليسوا مثلنا . لم يحتكروا الله لهم ، ويجعلوه ورقة تهديد يلوحوها بوجه غيرهم . لم يغرقوا في تفضيلات وأحكام الإيغو .. أو الأنا الأدنى .. أو النفس الأمارة بالسوء .. أو ما شئتم من تسميات .. هم ليسوا مثلنا إلا في الجوهر ، وللأسف هذا آخر ما ننظر إليه ، في غيرنا . فنحن لا ننظر إلا لتلك "الأنا" التي التي تصارع الفناء.


بمقياسكم هذا . أليست كل المسلسلات والأفلام والبرامج والدعايات والأغنيات : إباحية ؟ إذا لم يكن كذلك ، فيجب أن تكون كذلك . وإلا لماذا جمال الوجه والجسد هو العامل الأقوى بأن تصبح فلانة نجمة النجمات ومعشوقة الجميع ؟ أمّا من هي أقل حظاً بالجمال "الجسدي" عليها أن تعاني الويلات قبل أن تحظى بجزء يسير مما حظيت به من هي أقل موهبة منها بدرجات! الاجابة باختصار : لأنها أكثر فتنة وإثارة!


الاباحية أقدم مهنة في التاريخ

إن نشر الاباحية ، من أسوء الأفعال البشرية . سلسلة بآلاف الحلقات ، عمرها آلاف السنوات . يهدف مروجوها -بغير وعي - لتغييب الوعي .. فأنا لا اسيطر عليك وانت بكامل وعيك . عليك أن تفقد وعيك حتى تصبح طوع البنان . عليك أن تحارب كل ما أريد نشره !.. فأنت بذلك تعززه ، لأنك ببساطة : تحارب اللا وعي ، بدون وعي ..


النتائج حتما ستكون عكسية بالنسبة لمن يحارب وهو فاقد وعيه . لأن كل ما نحاربه نقويه يا خالة ولا نضعفه . نحن حتى الآن لم نفهم أن كل ما يتعرض للنور ، يصبح نوراً ..

الجنس عقدة الإنسانية

هل هو تجسيد للصراع الأزلي - الذي مازال مستمر- بين العقائد الانثوية ، والعقائد الذكورية ؟ أما تزال فينا من جاهلية ؟ على الأغلب نعم .


ربما لم نفهم بعد ، شيئاً - علينا أن نفهمه - . لم نفهم رغم كل الديانات السماوية ، ورغم كل رسالات المرسلين . رغم كل الأنبياء والصالحين . لكن ماذا علينا أن نفهم ؟ للأسف لا أحد منا يعلم .


أما الذين عرفوا ما لم نعرف - فكلنا نعرف - أنهم فازوا فوزاً عظيم ، لدرجة أنه بات لزاماً على التاريخ أن يخلدهم كمعلمين عظماء ومرشدين روحيين . مصابيح تنير دروبنا المعتمة ، التي نظنها مضيئة .
خلدهم التاريخ لنصبح مثلهم ، وليس لنسمي مجموعاتنا على الفيس بوك ، بأسمائهم .. كما نسميها على شرف برشلونة أو ريال مدريد . وإذا لم نستطع أن نصبح مثلهم ، على الأقل فلنكف عن عداوتهم .


أعداء الصوفية

للأسف ربما غالبيتنا من فانز الرومي , وغيره . هي نماذج كان يعاني منها هذا الصوفي , وغيره ! نحن من حاربناهم بجهلنا ، وهم حاربوا جهلنا بوعيهم .


نعم .. نحن أعداء من رمى كل شيء خلفه وهام بتوق للقاء ربه ، في خلق ربه ! وليس في بغضهم والحكم عليهم . هم لم يتورطوا بأفكار مقنعة تعمي البصيرة عمّا يجب أن ننظر إليه ..


الرومي الجليل ، تلميذ التبريزي العظيم .. ذاك الذي لم يرى ابنة المبغى ، كما يراها غيره.. وبذلك كرمه الله بتوبتها . هو الوحيد الذي حررها من بغيها ومن مبغاها , ومن خطيئتها. في حين أن أعتى زبائنها , كان هو ذاته من يهددها بالويل والثبور وبعظائم الأمور.. هو من طردها من خطبة الشيخ الجليل . هو من أراد قتلها ، ثم لحقها إلى المبغى ، ليُفرغ نزواته ورغباته في جسدها المنتهك .


إنه التناقض بعينه , ولعلّ التناقض ، جُنّ من تناقضنا . وبين الخطيئة ، والرغبة تكمن أعتى معضلاتنا البشرية .. والسلام لمن أحب السلام لغيره ، كما يحبه لنفسه .

تعليقات